
أسامة داود يكتب : "وش القفص" بين مراكز القوى و الشباب فى قطاع البترول

"وش القفص" مصطلح ريفى يعبر به العامة عن البضاعة الأفضل أو المنتج الأجود وهو الاسلوب الامثل للتسويق ، ويتغير هذا المصطلح من الفاكهة والخضروات الى عروض محلات الملابس أو الاثاث أو الاجهزة المنزلية والاليكترونيات مرورا بالسيارات وصولا إلى البشر. أتحدث عن وش القفص فيما يخص القيادات التى تتصدر مشهد إدارة دواليب عمل الشركات والهيئات والوزارات وتحديدا فى قطاع البترول والذى كلفت بمتابعته صحفيا منذ نهاية التسعينيات. عاصرت وزراء منهم الدكتور حمدى البنبى والمهندس سامح فهمى وآخرين وصولا للوزير طارق الملا ، والمعرفة الشخصية لكل عنصر من هؤلاء ومتابعة أدائه ، يجعلنى اشعر بفارق بين كل إدارة عن الاخرى ، كان الدكتور البنبى يفتح الباب لكل القيادات لان تتحدث وتصرح وترد على كل التساؤلات ولم يكن يتأثر أو يصدر منه رد فعل على بزوغ نجم أى من مرؤسيه.. بل كان يكافئ ويدفع للأمام من يرى فيهم القدرة على الادارة والانجاز. سار سامح فهمى على نفس النهج ولكن ما أدركته فيه أنه كان يفتش بين أزقة وحوارى القطاع وفى الدهاليز ليكتشف العناصر المطمورة تحت أنقاض تعقيدات نفسية لبعض رؤساء الشركات والقيادات بهئية البترول وشركاتها. وبإعتبار أن طبيعة عملنا كصحفيين جعلت لنا تواصل مع كل الصفوف الامامية والخلفية فى القطاع، كان يطلب ان نمده بأى معلومات عن أى عنصر كفء أو مضطهد فى القطاع.. أعتقد أننى ممن قدم له اسماء لبعض العناصر التى كانت ممنوع عليها الترقى ليس الا لكونها ذات رؤية يعتبرها مرؤسيها نوع من التجاوز عندما يناقشون او يطرحون رؤية مغايره لروسائهم عن أساليب العمل أو الادارة. كان سامح فهمى يأمر بإحضار ملفات تلك العناصر الى الوزارة ودراستها من متخصصين ليضعوا أمامه الحقيقة ولتتحول تلك العناصر بين ليلة وضحاها الى شباب يتقدم الصفوف فى مواقع العمل.. وهكذا تمكن من ازالة الركام عن عناصر اصبح منها قيادات تولت فيما بعد رئاسة شركات ورئاسة هيئة البترول ومنها من وصل الى كرسى الوزارة. كان سامح فهمى يقول بفخر ان قطاع البترول به العشرات يسيطيعون ادارة شئون الوزارة بكفاءة عالية وكان يضع أمام القيادة السياسية كل تلك العناصر ، وكان يدفع بهم الى الندوات داخل الصحف والفضائيات ليردوا على التساؤلات بشأن خطط العمل وكل تفاصيل شئون الطاقة. أتذكر عندما طلبت منه الحضور لندوة بمقر مكتب جريدة البيان الاماراتية بشارع جزيرة العرب بالمهندسين عن مستقبل الطاقة فى المنطقة.. قال أنا أعطى الفرصة للشباب ليكشفوا عن امكاناتهم وتنكسر امامهم رهبة المواجهة .. وكلف على الفور المهندس محمد طويلة رئيس الشركة القابضة ايجاس والمهندس شريف اسماعيل والمهندس عبد الله غراب وكيلا الوزارة لشئون الغاز والبترول ، وحضر الثلاثة حلقة نقاشية ليقدموا إجابات عن العديد من التساؤلات وتم نشر الندوة على صفحتين بصحيفة البيان الإماراتية. كان الدفع بالعناصر الشابة هو ما جعل وزارة البترول تتميز بابنائها ، وبعد سنوات قليلة كان عبد الله غراب وزيرا للبترول ثم أسامة كمال ومن بعده شريف اسماعيل والذى وصل الى مقعد رئيس الوزراء ثم مساعد رئيس الجمهورية. أتحدث حزينًا مستلهما تجارب ولت وانقضت ، بينما الان يتم انتزاع فتيل الحماس لدى العناصر الشبابية فى القطاع وعلى عكس خطة الدولة التى تستهدف الدفع بهم الى المواقع القيادية ، رجال تم وأدهم فى سراديب مظلمة ثمنا لعبقريتهم التى طفت على سطح القطاعات بإنجازات ملموسة .. حتى أصبح سطوع نجم شخصية او قيادة بالقطاع إيذانا بقطفها وتحويلها الى زهرة يُمنع عنها الماء والهواء حتى تذبل مع سبق الاصرار والترصد وتبقى رهينة ثلاجات صنعها بإحكام شلة مراكز القوى بالقطاع ، ظنًا منهم أن هذا سوف يطيل مدة بقائهم بمقاعد الصفوف الاولى ، وليظلوا هم وش القفص ، ، وحتى لا يكون هناك سواهم فى الصورة . طاقة نيوز أسامة داود يكتب: محمد المصري الذي عرفته أسامة داود يكشف بالأسماء : الأربعة المبشرون بمنصب وزير البترول!. أسامة داود يكتب: “شباب” وزارة البترول فوق الستين أسامة داود يكتب: كواليس الترتيبات السرية لجمعيات انتزاع سلطات رؤساء القوابض الثلاث بوزارة البترول أسامة داود يكتب: إيران والدولار وكورونا فى تحديد أسعار النفط أسامة داود يكتب: السكتة الدماغية أصابت ترقيات يناير بقطاع البترول أسامة داود يكتب: بتروجت درع قطاع البترول وسيفه